Facebook RSS
الصفحة الرئيسة رسالتنا ارسل مقالاً اتصل بنا

العقل والأراجيف

 المفروض تشغيل العقل قبل المشاركة في ترويج الاراجيف تحت شعار هكذا وصلني يعني انك محايد........
لقد نجح الطابور الخامس في تضليل الدهماء ومن يعتقدون انهم مثقفون الى درجة كبير ة في ترويج الاشاعات وخلخلة الصفوف وهذا مايهدف اليه العدو في اي مرحلة من مراحل الصراع وهي هدم الروح المعنوية ودب الفرقة الداخلية وشق الصفوف تحت عناويين وشعارات مختلفة..
احذروا احذررو ... ان تصيبوا قوما بجهالة..
د. عبدالرحيم جاموس

" إسرائيل" تُصّر على اعتبار الهزيمة ألأمميّة إنجازًا وتلجأ للعب دور الضحيّة كما يكتب زهير اندراوس

نشر بتاريخ: 2017-12-24

قبل حوالي عقدٍ من الزمن، قالت وزيرة المعارف الإسرائيليّة الراحلة، شولميت ألوني، إنّ الصهاينة لن يجنحوا نحو السلام، لاعتقادهم بأنّهم الضحيّة الوحيدة في العالم، كان تصريحها صادمًا للرأي العّام في دولة الاحتلال، خصوصًا وأنّها في المقابلة عينها اتهمّت قادة إسرائيل، من سياسيين وعسكريين، بارتكاب جرائم حرب، وطالبت بمقاضاتهم في محكمة الجنايات الدوليّة.
واليوم، أكثر من ذي قبل، يُلاحظ المُتتبع للشأن الإسرائيليّ أنّه بعد الـ”هزيمة” في الأمم المُتحدّة، لجأ صنّاع القرار في تل أبيب، عبر ماكينتهم الإعلاميّة الضخمة، إلى تمثيل دور الضحيّة، وأنّ العالم برمّته يقف ضدّ إسرائيل، في محاولةٍ مفضوحةٍ لاستيعاب الـ”انتصار” الفلسطينيّ في الجمعية العامّة، وإقناع الرأي العّام المحليّ بأنّ الرواية الصهيونيّة عن الضحيّة، كانت وما زالت وستبقى.
مُضافًا إلى ذلك، فإنّ الانشغال الإسرائيليّ في هذه القضية يخدم أجندة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، المتورّط في قضايا الفساد والرشاوى وخيانة الأمانة، وذلك على وقع إعلان الشرطة بأنّها ستُقدّم قريبًا توصياتها القاضية بتقديمه للمحاكمة، وبذلك يكون أوّل رئيس وزراء في كيان الاحتلال، سيُحاكم وما زال يتبوأ منصبه.
علاوةً على ذلك، يُمكن القول إنّ القرار ألأمميّ غيرُ المُلزم، وعلى الرغم من ذلك، أربك قادة دولة الاحتلال، لأنّ النتائج جاءت على عكس توقعات الدبلوماسيّة الإسرائيليّة التي راهنت على تهديدات الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، وعملت بدون كللٍ أوْ مللٍ على تقليل عدد الدول المؤيّدة للقرار وزيادة تلك التي تمتنع أوْ حتى تُعارض.
وفي سياق الإنجاز رغم الخسارة، أشارت وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي يشغل نتنياهو منصب الوزير فيها، أشارت أيضًا في بيان لها إلى أنّ عدد الدول التي لم تدعم القرار بالإضافة إلى الدول التي غابت عن التصويت هو المعطى الأهم، إذْ لم يشترك كل العالم في هذه التمثيلية، في توافق تام مع سياسة نتنياهو، على ضرورة النظر الفرص وليس إلى التهديد وحسب، وكما قالت قناة “كان” العبرية، إلى ثلث الكوب الملآن أو اقل من ذلك في تهكم منها على هذه المقاربة.
نتنياهو، أشار إلى أنّ الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيتسرب في نهاية المطاف إلى أروقة الأمم المتحدة، التي تشكّل كما قال بيت الأكاذيب. وأضاف أنّ القدس هي عاصمة إسرائيل، سواء اعترفت بذلك الأمم المتحدة أو لم تعترف.
نتنياهو، في موازاة ذلك، عمد إلى اقتناص الفرصة على خلفية تحسين موقفه في صراعه الداخلي على المكانة والسلطة في إسرائيل، من خلال تظهير جهده الذي حال دون مستوى أعلى من الهزيمة، إذ لفت مكتبه في بيان إلى أننّا راضون عن عدد الدول التي لم تصوت بالإيجاب، في إشارة منه إلى الدول الممتنعة عن التصويت، وشدد على أنّ هذا العدد الكبير من الدول التي لم تؤيد القرار، دول زارها نتنياهو في أفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبيّة.
ولعلّ أكبر دليل على خسارة نتنياهو وإسرائيل معًا هو تصويت الهند مع القرار، أيْ ضدّ إسرائيل، وهو الأمر الذي توقفّت صحيفة (هآرتس) العبريّة عنده، لافتةً إلى أنّ رئيس الوزراء تفاخر وتباهى بتحسّن العلاقات مع الهند في السنوات الأخيرة، وتعويله على انتقال هذه الدولة العظمى من التأييد الأوتوماتكيّ للعرب إلى تأييد إسرائيل في الهيئات الدوليّة، ولكنّ الرياح جاءت كما لا يشتهي رئيس وزراء إسرائيل، فهذه الدولة، تُقيم علاقات اقتصاديّة قويّة جدًا مع تل أبيب وأبرمت صفقات أسلحة عديدة معها، ولكن كما يقول المثل عند الامتحان يُكرّك المرء أوْ يُهان، التصويت الهنديّ كان رسالةً حادّة كالموس لدولة الاحتلال: نحن ندفع ثمن الأسلحة التي نشتريها منكم بالعملة الصعبة، ولكننّا لا نبيع مواقفنا السياسيّة المبدئيّة بالنسبة لقضية فلسطين.
الصحيفة العبريّة لفتت إلى أنّ ما أسمته بـ”مهرجان القدس في الأمم المتحدة هو هدية لطهران، وأنّ على إسرائيل أنْ تقلق، مضيفة أنّ قرار الجمعية العامة أبقى إسرائيل من جديد بلا عاصمة معترف بها. وتابعت أنّ تهديدات ترامب وسفيرته (نيكي هيلي) في الأمم المتحدة، ليس فقط لم تكن ذات فائدة، بل ألقت الإدارة الأمريكيّة في حفرةٍ ضيقّةٍ، يوجد فيها فقط مكان لمقاتلين: إسرائيل والولايات المتحدة.
وأضافت أنّ أهم التداعيات السلبية للقرار في الأمم المتحدة، أنه كان قرارًا عالميًا على عدم الثقة بالرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، واختتمت قائلةً إنّ إسرائيل ستُعاني من شظايا هذا التصويت في المرة المقبلة عندما تريد تجنيد المجتمع الدوليّ لأيّ جهدٍ مشتركٍ ضدّ إيران أوْ أيّ عدوٍ آخر، على حدّ تعبيرها.

 
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
Developed by